الفرق بين ( التعليم المنزلي – التعليم الموازي -التعليم البديل – التعليم المرن)
في هذا المقال نناقش أشهر المصطلحات المعبرة عن عمليات التعليم والتربية الغير نظامية والتي قد تتداخل أحيانا عند البعض .
-
أولاً : التربية والتعليم :
التربية والتعليم عمليات مختلفة لكنها مترابطة متشابكة ببعضها البعض.
التربية تشير إلى العملية الشاملة لتنمية شخصية الفرد وتوجيهه وتقويمه دينياً وسلوكياً ليصبح عضوًا فعالًا في المجتمع.
بينما التعليم يشير إلى العملية المنهجية لنقل المعرفة والمهارات من المعلم إلى الطالب.
بمعنى آخر، يمكن اعتبار التربية هي الأساس الذي يقوم عليه التعليم، حيث تهدف التربية إلى تكوين شخصية الفرد وتشكيل قيمه ومعتقداته، بينما يهدف التعليم إلى تزويد الفرد بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق أهدافه في الحياة .
وبهذا نصل إلى أنه في أي عملية تعليمية فعالة لابد من حضور الجانب التربوي فيها بقوة .
-
ثانياً : التعليم المدرسي:
يعرف كذلك باسم التعليم التقليدي أو التعليم النظامي وهو التعليم داخل المنظومة المدرسية ( حكومية – خاصة – مدارس أهلية —الخ ) قائمة على نظام اليوم الدراسي الكامل + معلم + واجبات و بها ينتقل الطالب من مرحلة دراسية لأخرى.
-
ثالثاً : التعليم اللامدرسي:
(جون هولت هو أول من أطلق هذا المصطلح بالانجليزية Unschooling عندما وجد أن التعليم داخل الدولة أصبح موجه بأفكار الدولة وأصبحت المدارس تريد تعليم الأفراد داخل المدرسة سياستها و ثقافتها وأفكارها لتوجيه الطفل لأفكار محددة تخدم مصالح أيدلوجية أو سياسية أو اقتصادية .
فوجد أن الطفل أصبح يتعلم رغبات واحتياجات الدولة وليس رغبات واحتياجات الطفل نفسه.
فبدأ توجيه الأسر إلى التعليم اللامدرسي و توجيه الأفراد إلى التعليم اللامدرسي و شرح عيوب التعليم المدرسي – و لكن جون هولت في نظريته أراد الربط بين المدرسة و التعليم اللامدرسي من خلال إختيار الطفل ما يريد تعلمه وفقا لرغباته وميوله و لكن بالاستعانة بالمدرسة و كتب المدرسة و المعلمين في المدرسة و هنا جون هولت لم يمحي دور المدرسة و لكن جعلها تقدم ما يريده الطفل
-
رابعاً : التعليم الحر
وهي نظرية تهدف لمحو المدارس من المجتمعات بالكلية وترفع شعار تعلم ما أريد وقتما أريد وفي المكان الذي أريد (دون ضوابط و قيود ) – من الممكن أن يكون التعليم الحر في مرحلة من العمر جيد وهي التي يكون فيها الطالب أكثر نضجاً و يعي تماماً ما هو مهم بالنسبة له ولكن في غالب الأعمار لهذه النظرية مشكلات كثيرة .
-
خامساً : التعليم البديل
التعليم البديل هو نوع من التعليم يهدف إلى تقديم مناهج دراسية مختلفة عن المناهج الرسمية التي يتم تقديمها في المنظومة التعليمية التقليدية .
يتم تحقيق رؤية وفلسفة التعليم البديل عن طريق مؤسسات خاصة تعطي خدمات التعليم والتربية للأطفال بعيدا عن المدرسة و تكون خلال بعض الساعات في اليوم مثلا وتركز على تعليم المهارات للابن عن طريق الأنشطة والتفاعل والمشاريع – كذلك بإمكان هذه المؤسسات أن تقوم بتقديم المناهج والمواد للأسرة وتدعم الأم بالأخص في مذاكرة المواد للطفل بنفسها – كما من الممكن أن توفر هذه المؤسسات معلمين ومربين لتعليم الطفل ودعم الأسرة بذلك .
ويشمل التعليم البديل عدة أنواع منها (التعليم المنزلي والتعليم الموازي والتعليم المرن )
التعليم المنزلي
يتم تقديم المناهج الدراسية من قبل الأهل أو المعلمين في المنزل، والطلاب يدرسون وفقًا لجدول زمني محدد أو بشكل مرن وحسب احتياجاتهم الخاصة -قد يتم إخراج الطفل من المدرسة بشكل كامل أو يظل بها مع قيام الأم معه بمذاكرة مناهج المدرسة بأسلوب مختلف .
التعليم الموازي
التعليم الموازي هو نوع من التعليم يتم فيه تقديم المناهج الدراسية خارج النظام الرسمي للتعليم، وغالبًا ما يتم تقديمه من قبل مؤسسات وبرامج تعليمية خاصة . يتيح التعليم الموازي للطلاب فرصة الحصول على شهادات دراسية معترف بها دوليًا، وذلك بعد اجتيازهم للاختبارات والامتحانات المطلوبة.
وهو مناسب للأسرة التي لا تستطيع جعل أطفالها يتركون المدارس أو تقيم تعليم منزلي بشكل كامل و هذا مستحدث مع بداية التعليم المنزلي ولكنه في الغالب مشهور بتكلفته المادية المرتفعة .
التعليم المرن
وهو أسلوب تعليمي مرن يشبه كثيرا التعليم المنزلي و يشمل جميع أنواع التعلم الذاتي والتعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد والتعلم المدمج،التعليم المرن يسمح للطلاب بالوصول إلى مجموعة متنوعة من المصادر التعليمية والدروس والأدوات التعليمية من خلال الإنترنت وفي الغالب يتبع منهاج المدرسة ولكن طريقة التعليم والتدريس تكون هي المختلفة والمميزة .
الفرق بين التعليم الموازي والتعليم المنزلي والتعليم المرن
جميعهم يتم تقديمهم خارج النظام الرسمي للتعليم، ولكن الاختلاف يكون في الطريقة التي يتم بها تقديم المناهج الدراسية.
في التعليم الموازي، يتم تقديم المناهج الدراسية من قبل مؤسسات تعليمية خاصة (كجمعيات أو أكاديميات مرخصة مثلا)، والطلاب يلتحقون بالمؤسسات ويحضرون الدروس والامتحانات وفقًا لجدول زمني محدد.
أما في التعليم المنزلي، فيتم تقديم المناهج الدراسية من قبل الأهل أو المعلمين في المنزل، والطلاب يدرسون وفقًا لجدول زمني محدد أو بشكل مرن وحسب احتياجاتهم الخاصة.
والتعليم المرن هو بالأصل تطوير لفكرة التعليم المنزلي من خلال استثمار التقدم الحالي في الأدوات والوسائل التعليمية ودمجها بالعملية التعليمية في تحرر من قيود الدراسة التقليدية المزعجة .
اذاً ببساطة التعليم البديل هو الصورة الأكثر شمولية والأكثر تنظيماً ومؤسسية للتعليم الغير المدرسي ويحتوي بداخله أساليب التعليم الموازي والمنزلي والمرن بكل فلسفاتهم ووسائلهم ومميزاتهم .
وبسبب الشهرة الإعلامية لمصطلح التعليم المنزلي أصبحت معظم النظم التعليمية السابقة يطلق عليها اسم التعليم المنزلي اختصارا واستسهالاً – ولكن في الحقيقة تتشابه الغايات وتختلف الفلسفة والطريقة لكل نظام .
كذلك المسميات تختلط على الكثيريين لتعدد المدارس الفكرية لكل مسار – لكن في النهاية يبقى الهدف المحوري هو المحرك الأساسي للعملية التعليمية والتربوية خارج نظام المدرسة التقليدي.
وتستطيع الأسرة في كثير من الأحيان أن تدمج بين نظامين أو أكثر مما سبق للحصول على أفضل تجربة تعليمية تربوية لأبنائها .
في مدرسة قبلة الدولية للتعليم البديل نسعى أن نقدم أفضل تجربة تعليمية تربوية لأبنائنا من خلال منهاج إلكتروني تفاعلي يغطي الجوانب الدينية والفكرية والعلمية والمهارية لأبنائنا ومدعم بكل الوسائل التوجيهية والتعليمية للأسرة لدعمها في هذه الرحلة الممتعة في بناء أبنائها.